الأميرة السجينة ..والفارس المحب

الأميرة السجينة ..والفارس المحب

قلت: أين أنتِ ؟قالت: في سجني التي تعودت عليه قلت: البستان الأخضر الذي تحتضنك فيه شجيرات الفواكه.. وتحفك روائح الفل والياسمين والورد والكادي..ليس سجناقالت: هو سجنقلت: السجون ليست خضراء ياعزيزتي .قالت: مللت سجني الأخضرقلت: بستانك المورق الزاهر..ذاك الطويل بطول أمانيكالعريض بعرض آمالك..تسمينه سجنا؟قالت: نعم.. وأحتاج لفاتح يحررني.. ويروي عطشيقلت:بئر السقايا ملكك..والساقي يقف على بئره..يدلى دلوه .. ينتظركقالت" هذا الساقي فأين الفاتح؟قلت: والفاتح يحمل المفتاح بيده..وهو رهن إشارتكقالت:أحضر سيفك وافتح مدينتيقلت: فارسك المغواريحمل سيفه البتار..قاصدا مدينتك المستعصية ..يقف على أبوابها العتيقة.قالت: لن تستطيع فتح أبوابيقلت: سأدق على نواصيها بقوةوأخلخل حلقات مصرع كل بابقالت:أبي يضع حراسا شدادا غلاظا..قلت : ولو.. فلن أمل ولن أكل..قالت: ليس في قلوبهم رحمهقلت: سأقف عاكفا العمر كلهقالت: ستقف حتي تشيخقلت: أنهكت شبابي أنتظرك ..فلن أبخل عليك بشيبتي.قالت: ستمل الانتظارقلت: سأتحدى الصعابقالت:سيمر بك قطار العمرقلت: سأقاتل الأعداءقالت: ولكنهم أشداءقلت :سأضرب بسيفي الصمصام أعناق العتاةقالت: لن تستطيعقلت :سأواصل حتى يستسلموا أو يرضوا بي لك فارساقالت : ولكن الأميرة في البرج العاجي " تنتظر آخر"قلت: ضربتني في مقتل..فجملتك صادمة.. وصدك قاسقالت: قصدي..قلت: عرفت قصدك فلا تشرحيقالت: هل ستتراجع عن مهمتك؟قلت : لا ..فسأصمد ..حتى سآخذك برفقوأقودك بهدوووووووووووء ملؤه الحب ..لأصل بك لذلك الآخر الذي تحبين وتتمنين..قالت:أو تفعلها؟قلت:بلي.قالت: عجبا لحبك؟!قلت: لأنه حب يحفه نبل الفرسانقالت: في عصرنا هذا لم يعد هناك فرسان نبلاء؟قلت:الفارس الذي يزعم أنه نبيل..سيقوم بمهمته النبيلة.. وسيسجد شاكرا أن خلصك من العتاة.. ويطلق سراحك من سجنكقالت بتنهيدة طويلة : ما أقسي الحب سيدي!قلت:أخيرا عرفت أن للحب قساوة.قالت أعرف ولكن..قلت: تتمنعين كطبيعة الأنثى..التي تريد ولا تريد ..وتحتاج ولا تحتاجقالت: قساوة الحب عندي غير قساوته عندكقلت: القساوة لا تختلف.. فهي مصطلح للشيء الصعبفكيف تكون قساوة إن لم تقاسي مثل ما أقاسيقالت: وماذا قاسيت؟قلت: قاسيت الصعاب من أجلك ..صارعت طيفك في صحوي ويقظتي ..خارت قواي- وأنا الفارس الجلد- في محراب حبك.قالت: أو يفعل الحب بصاحبه هكذا؟قلت: تعللت بزيارتك في بستانك " السجن" مناماقالت: ما رأيت في بستاني إلا أشواك شائكة تمنعني من رؤية الأشياء الحلوة.قلت: لكن أسوارك الشائكة لم تستعصي على طيفي ليزوركفأنا أتلصص النظرة.. أترقب الطلة.. أتمنى الالتفاتة منكِقالت: ماشعرت بك؟قلت:اسألي أحلامك الخفية تخبرك.. واسألي طيفك الشارد ينبئك.قالت: ومالطيفي وأحلامك؟قلت: يأتيني بغتة فيبهتني بمشاكسته ومعاكسته قالت:لا أومن بالأحلام.. فالعقلانية تغلبني قلت: أو لم تكن أحلامك وردا تشمين عبقهوياسمينا تنثرينه فواحا.. ليلا وصباحا قالت : نعم قلت: ألم تحلمي حلما واحدا في حياتك؟قالت: الحق.. حلمتقلت :ماحلمتِ؟قالت: حلمت بفارسي يأتني ذات ليلة مخمليةإلى مخدعي.. يهمس في أذني ويربت على كتفيفاستيقظت خجلة.. وقمت أحييه فرحةقلت : كيف استقبلتيه؟قالت: ما وسعته حافة سريري الذي جلس عليها "نصف جلسة"قلت : وقلبك؟قالت : وسعه قلبي كله الذي خفق لزيارته واحتضن طيفهقلت: وكيف كان شعورك ليلتها؟قالت: ساعتها أحسست برائحة الأنثى تفور في جسديوروح الرغبة تشتعل في كياني!!قلت: أواه أولم يكن حلما يا من لاتؤمنين بالأحلام؟قالت :كان حلمي الأول الذي استوقفني وأسرنيوشكل أمامي علامة فارقة في عالم الأحلام.. فبدأت أومن بها وبتأثيرها شيئا ما.قلت: الآن عرفتك حبيبة ومحبة يابنت الحب وأخت الحب وأنثى الحب!!والآن فقط يمكنني أن أقول لك : يا أجمل حب.. تصبحين على حب!